تعد كنيسة شمعون الصفا واحدة من أقدم الكنائس الكلدانية في الموصل، وتقع في محلة المياسة. تعود أصولها إلى القرن الثالث عشر، مما يجعلها نقطة محورية في تاريخ المسيحية في المنطقة. يُعتقد أن الكنيسة قد بنيت في فترة حكم الخلافة العباسية، وقد تحملت عبء الزمن والتحديات، لتظل شاهدة على العراقة الدينية للمدينة.
تُعتبر كنيسة شمعون الصفا أكثر من مجرد مكان للعبادة؛ فهي رمز تاريخي يعكس تواصل الأجيال والمجتمعات المسيحية في الموصل، بل وتعتبر جزءًا لا يتجزأ من النسيج الثقافي والديني لهذه المدينة التي طالما كانت ملتقى للديانات المختلفة.
ما يميز هذه الكنيسة هو تصميمها المعماري الذي يعكس الطابع الكلداني التقليدي، وأسطورة اسمها شمعون الصفا الذي يرتبط بتاريخ الكنيسة الكاثوليكية.
على مر العصور، احتفظت الكنيسة بمكانتها الدينية والثقافية في المدينة، وظلت مركزًا للعبادة والاحتفالات الدينية للمجتمع المسيحي في الموصل. حتى بعد تعرض الكنيسة لعدة تحديات في العصر الحديث، بما في ذلك الحروب والصراعات، تم الحفاظ على معالمها التاريخية التي تُمثل جسرًا بين الماضي والحاضر.
اليوم، تُعد الكنيسة أحد الأماكن التي يزور فيها المؤمنون لإحياء الطقوس الدينية، كما أنها تعد من أهم المواقع السياحية والتاريخية في الموصل. لقد ساعدت عمليات الترميم بعد الأزمات على استعادة رونقها وجعلها وجهة سياحية ودينية مميزة في المنطقة.