دير مار إيليا هو معلم تاريخي وروحي يقع في الجانب الأيمن من نهر دجلة جنوب الموصل، داخل ما كان يُعرف سابقًا بـ معسكر الغزلاني. تأسس هذا الدير في نهاية القرن السادس الميلادي على يد الراهب إيليا الحيري، الذي أسس الدير ليكون مكانًا للعبادة والتأمل الروحي.
تاريخ دير مار إيليا
يشتهر دير مار إيليا بكونه واحدًا من أقدم وأهم الأديرة في المنطقة. كان الدير موطنًا للعديد من الرهبان الذين مارسوا فيه شعائرهم الروحية. تمتاز جدرانه بزخارف ونقوش فنية تعكس التاريخ الغني للمكان وحياة الرهبان في تلك الفترة. يُعتقد أن الدير كان يشكل مركزًا روحيًا للمنطقة، حيث كان يحج إليه العديد من المؤمنين طلبًا للراحة الروحية.
في عام 1743م، تعرض الدير لتدمير شديد على يد قائد فارسي، مما أدى إلى وقوعه في حالة من الخراب والدمار. وعلى الرغم من محاولات ترميمه عبر العصور، ظل الدير في حالة إهمال لفترة طويلة حتى أصبح مجموعة من الأطلال في الوقت الحالي.
دير مار إيليا في العصر الحديث
بعد التدمير الذي تعرض له من قبل تنظيم داعش في سبتمبر 2014، أصبح الدير خاليًا تمامًا من الرهبان وأصبح في حالة مهمشة وغير قابلة للزيارة بشكل آمن. إلا أن أطلال دير مار إيليا تظل رمزًا من رموز التاريخ المسيحي في شمال العراق.
الاحتفالات والتقاليد
على الرغم من الخراب الذي لحق بالدير، لا يزال الناس يحتفلون بعيد مار إيليا في أسبوع موسم الخريف، حيث يقومون بالزيارة إلى الموقع في ذكرى الراهب إيليا الحيري، ويُعتبر ذلك بمثابة تجديد للصلة الروحية مع المكان الذي كان في يوم من الأيام رمزًا دينيًا وثقافيًا هامًا.
على الرغم من أن دير مار إيليا اليوم هو مجموعة أطلال، إلا أن تاريخه العميق وزخارفه الفنية ما زالت تعكس أهمية روحية وثقافية كبيرة. ويظل الموقع رمزًا للصمود والإيمان، رغم الظروف الصعبة التي مر بها.