جامع الكواز هو أحد المعالم التاريخية البارزة في مدينة البصرة، وهو يختزل في تفاصيله تاريخاً طويلاً من العمارة الإسلامية في المنطقة. يقع هذا الجامع في محلة المشراق بالبصرة، وقد أسس في الأصل من قبل حسن الضاعن العبد السلام عام 1514م، ولكن البناء الحالي تم في القرن السادس عشر على يد الشيخ عبد القادر بن الشيخ ساري، الذي استخدم الحجارة في بناء الجامع وأطلق عليه اسم محمد أمين الكواز، تكريماً له.
تاريخ البناء والتطوير
أُنشئ جامع الكواز في عام 920 هـ، إلا أن الشيخ عبد القادر بن الشيخ ساري هو من أعاد بناءه في عام 930 هـ باستخدام الحجارة، وقد تم تجديد الجامع مرة أخرى في عام 1727م (1140 هـ) على يد الشيخ أنس باس أعيان الذي قام بإضافة منارة مزخرفة بـ الكاشاني، وزخرفها برسوم هندسية ونباتية بسيطة تعكس الذوق المعماري في ذلك العصر.
التصميم المعماري
يمتاز جامع الكواز بتصميمه المعماري الفريد، حيث يتمتع الجامع بمساحة مربعة بارتفاع ضلعه 60 مترًا. يتوسط الجامع منارة مرتفعة تصل 30 مترًا، وهي مزخرفة بنقوش هندسية ونباتية باستخدام الكاشاني، مما يضفي جمالًا إضافيًا على بناء الجامع.
المقبرة والجانب الروحاني
يحتوي الجامع على مقبرة صغيرة في الركن الشمالي منه، تضم رفات الشيخ محمد أمين الكواز، مما يجعل الجامع له طابعًا روحانيًا خاصًا، حيث يأتيه الزوار والمصلون من مختلف المناطق لزيارة الضريح والتبرك بمكانه المقدس.
مكانته التاريخية
يعتبر جامع الكواز من أهم المعالم الأثرية في البصرة، فهو لا يقتصر فقط على كونه مكانًا للصلاة، بل هو شاهد تاريخي على العمارة الإسلامية في القرن السادس عشر والقرن الثامن عشر، كما أن له قيمة دينية كبيرة بفضل ارتباطه باسم الشيخ محمد أمين الكواز.
جامع الكواز ليس مجرد جامع تقليدي، بل هو تحفة تاريخية تعكس عراقة المدينة وتفردها الثقافي والديني. تصميمه المعماري الجميل، وزخارفه الرائعة، بالإضافة إلى تاريخه العريق، يجعله واحدًا من أبرز المعالم السياحية والدينية في البصرة.