جامع الإمام محسن هو أحد المعالم الدينية الحديثة في محلة الميدان بمدينة الموصل القديمة. بُني على أنقاض مدرسة نور الدين أرسلان التي تأسست في عام 607 هـ / 1210 م، ومرت عليها قرون من العناية والترميم قبل أن يُنشأ الجامع في موقعها.
تاريخ المدرسة والجامع
مدرسة نور الدين أرسلان كانت من المؤسسات التعليمية الهامة في الموصل خلال العصر الأيوبي، حيث كان لها دور كبير في نشر العلم وتعليم مختلف الفنون والمعارف. ورغم أنها لم تعد موجودة إلا أن بقايا المدرسة شكلت الأساس الذي تم بناء جامع الإمام محسن عليه.
من المعالم الباقية من المدرسة، كانت هناك غرفة مستطيلة تحتوي على محرابين مسطحين من حجر الحلان، زُخرفت بزخارف توريقية عربية، وكتابات قرآنية تضم آيات من القرآن الكريم وأسماء صناع قدامى. كما تزينت جدران الغرفة بأجزاء من أفاريز رخامية مُزخرفة بأشكال هندسية من الرخام الأبيض، ما يجعلها تحفة فنية معمارية فريدة.
تدمير الجامع
للأسف، تعرض جامع الإمام محسن لعملية تدمير واسعة على يد تنظيم داعش خلال احتلاله مدينة الموصل في عام 2014. هذا التدمير ألحق ضررًا بالغًا بتاريخ المدينة وثقافتها، حيث كانت الآثار والمعالم الدينية مثل هذا الجامع جزءًا لا يتجزأ من الهوية التاريخية للموصل.
على الرغم من تدمير جامع الإمام محسن، فإن آثار المدرسة وما كانت تحتويه من زخارف ومعمار تاريخي لا تزال تذكرنا بعراقة الموصل ودورها الهام في تاريخ العلم والعمارة الإسلامية.