تقع آثار نيبور (المعروفة أيضًا باسم نفر) على بعد 10 كيلومترات من قضاء عفك في محافظة القادسية. تعد هذه المدينة التاريخية من أقدم المواقع الأثرية في حضارة وادي الرافدين، وقد اشتهرت بمكانتها الدينية المقدسة، حيث كانت مركز عبادة كبير للإله السومري إنليل، الذي كان يُعتبر سيد الأرض والسماء في المعتقدات السومرية.
تتألف المنطقة الأثرية من العديد من المعالم الهامة، أبرزها بقايا الزقورة، التي كانت تُعد المكان المقدس الذي يتصل فيه الإنسان مع الإلهة. داخل هذه الزقورة كان يُعبد إنليل، الإله الذي كانت تُنسب إليه القوة العليا على الكون. كما توجد في الموقع آثار تل الرقم، حيث عثر المنقبون على عدد كبير من الألواح الطينية التي تحتوي على صنوف متنوعة من المعرفة.
من بين أبرز الاكتشافات في الموقع، هو العثور على رقيم طيني يحتوي على خارطة لنفر، تظهر أسماء أحياء المدينة، مما يبرز عظمة بناء المدينة وتقدم تخطيطها في ذلك الزمن. تكشف هذه الاكتشافات عن مستوى عالٍ من التنظيم الحضري و الابتكار المعماري في نيبور، ما يعكس مكانتها المهمة في تاريخ وادي الرافدين.
كانت نيبور بمثابة مركز ديني وسياسي حيث كان الملوك والحكام لا يستطيعون تثبيت شرعية حكمهم وتولي السلطة إلا بعد أن يتسلموا التاج والهولجان من معابد المدينة، وهو ما يعكس التفاعل العميق بين الدين والسياسة في العصور القديمة.
تتميز نيبور بتلالها العالية التي ما زالت تبرز بوضوح في المنطقة، مما يعكس عظمة هذه المدينة القديمة. كانت نيبور، في العصور القديمة، من المدن الرئيسية التي شهدت العديد من الأحداث الهامة في تاريخ حضارة السومريين، إذ كان الملوك والحكام لا يكتسبون شرعية حكمهم وتوليهم السلطة في وادي الرافدين إلا بعد أن يتسلموا التاج والهولجان والشارات الملكية الأخرى في معابد المدينة، في طقوس دينية هامة.
تعد آثار نيبور بمثابة شاهد على العراقة الدينية والثقافية في التاريخ السومري، وهي اليوم موقع جذب سياحي وأثري يُزوره المهتمون بدراسة التاريخ القديم، وكذلك الزوار الذين يسعون لاكتشاف عمق الحضارة العراقية.