يقع مرقد الشيخ عمر السهروردي في الجانب الشرقي من مدينة بغداد (الرصافة)، بالقرب من الباب الوسطاني، أحد الأبواب الأربعة لسور بغداد الشرقي والذي كان يُعرف قديمًا بـ باب الظفرية. ويقع في محلة كانت تعرف باسمه، وهو مرقد الشيخ الزاهد والعالم الصوفي شهاب الدين أبو حفص عمر السهروردي، الذي يعود نسبه إلى الخليفة أبي بكر الصديق (رض).
الشيخ عمر السهروردي كان فقيهًا شافعي المذهب وعُرف بحكمته وعلمه الواسع. تتلمذ على يد الشيخ عبد القادر الكيلاني وغيره من كبار العلماء. وقد عقد مجلس الوعظ في بغداد لسنوات، ولقب بـ شيخ الشيوخ في المدينة. وُلد الشيخ في عام 539 هـ – 1144م، وتوفي في عام 632 هـ – 1234م، ودفن في المقبرة الوردية الشهيرة.
يتألف بناء مرقد الشيخ السهروردي من غرفة الضريح التي تعلوها قبة مخروطية الشكل، وهي مشابهة من حيث الطراز لـ قبة مرقد السيدة زمرد خاتون في جانب الكرخ، حيث بنيت في نفس السنة التي توفي فيها الشيخ السهروردي. كما تم إلحاق مسجد بالمرقد، ويعود بناء المسجد إلى عام 917 هـ – 1511م.
يعتبر مرقد الشيخ عمر السهروردي واحدًا من المعالم البغدادية الهامة التي تجسد التاريخ الروحي والإسلامي العميق للعاصمة، ويُعتبر مقصدًا للزوار من محبي العلم والتصوف.