تعود تسمية “كهوف الطار” إلى السكان المحليين في المنطقة، حيث يُطلقون اسم “طار” على كل مرتفع عن سطح الأرض، وهي كلمة تحمل دلالات قرآنية تشير إلى الجبال أو المرتفعات. هذه الكهوف تقع في منطقة تمتد من كربلاء، مرورًا بقطارة الإمام علي، إلى بحر النجف، وتشكل جزءًا من سلسلة من المرتفعات الصخرية التي تضم أكثر من 400 كهف.
تاريخ هذه الكهوف يعود إلى آلاف السنين، حيث كشفت الحفريات التي قامت بها بعثة يابانية بقيادة البروفيسور هوجي عن دلائل تشير إلى أن الإنسان قد سكن في هذه الكهوف منذ عام 1300 قبل الميلاد. وتُظهر نتائج التحليلات التي أُجريت على الصخور في المنطقة أنها مشبعة بكربونات الكالسيوم، مما يشير إلى استخدام الإنسان لهذه الكهوف في العصور القديمة كأماكن للسكن أو الحماية.
ويُعتقد أن هذه الكهوف قد استخدمت لأغراض دفاعية، حيث كانت توفر حماية للأقوام التي كانت تمر من خلال المنطقة. كما تم استخدامها في فترات لاحقة كمقابر لدفن الموتى، نظراً لموقعها الاستراتيجي الذي جعلها ملاذًا للقوافل القادمة من الصحراء.
بالإضافة إلى ذلك، تحولت الكهوف في بعض العصور إلى أماكن للاعتكاف والعبادة، حيث استُخدمت من قبل رجال الدين وأصبحت معابد صغيرة أو أديرة في فترة الدولة المناظرة. وفي فترات متأخرة، بدأت الكهوف تأخذ طابعًا دينيًا أكثر، وتُعتبر اليوم جزءًا من التاريخ الثقافي والديني للمنطقة.