تعد كنيسة القصير واحدة من أقدم المعالم المسيحية في الشرق الأوسط، حيث تعود تاريخ بنائها إلى القرن الخامس الميلادي. تقع الكنيسة على بُعد 5 كم فقط من حصن الاخيضر، في قلب الصحراء، وكانت تعد مركزاً روحياً للمسيحيين في تلك الحقبة. تم بناء الكنيسة باستخدام أحجار الكلس المتينة، وقد تم تثبيتها بالجص مما منحها قدرة على الصمود عبر العصور.
تتميز الكنيسة بموقعها الاستراتيجي الذي اختارته الطائفة المسيحية في تلك الفترة، حيث كانت بمثابة ملاذ آمن لهم بعيداً عن سلطة الحكام آنذاك. ويُذكر أن الكنيسة كانت تعتمد على الآبار الجوفية في تأمين الماء، كما كانت الدولة الساسانية تمارس سياسة التسامح الديني مع المسيحيين، لا سيما في ظل صراعها مع الإمبراطورية الرومانية.
الكنيسة تضم العديد من النقوش الكتابية باللغة الآرامية التي لازالت ظاهرة على جدرانها، مما يعكس تاريخاً ثقافياً ودينياً غنياً. ومن أبرز معالم الكنيسة، المذبح الذي يتجه نحو القدس، مما يرمز إلى ارتباطها بالمسيحية المبكرة. كما يوجد بالقرب منها مقابر قديمة تعكس تاريخ اعتكاف المؤمنين في هذا المكان المقدس.
الاسم “القصير” هو تصغير لكلمة “قصر” باللغة العربية، وهو يعكس الفكرة أن الكنيسة كانت في الأصل محاطة بأسوار حصينة ومحصنة، مثل القلاع.