قصر البركة

معلم عباسي للترف والهدوء في قلب سامراء

نبذة عن قصر البركة

قصر البركة هو أحد المعالم الأثرية الهامة التي ترتبط بقصر الخليفة المعتصم في سامراء، وقد تم إنشاؤه ليكون ملحقًا خاصًا بالقصر الكبير، وهو يمثل نموذجًا رائعًا للعمارة العباسية في تلك الحقبة. يتميز هذا القصر بتصميمه الفريد، حيث تم بناءه بعمق 13 مترًا تحت مستوى سطح الأرض.

مساحة قصر البركة تبلغ 180 مترًا في 180 مترًا، ويتكون من طابقين: الطابق العلوي الذي يمتد على نفس المساحة، بينما الطابق السفلي له أبعاد 123.5 مترًا في 123.5 مترًا. أما الجزء الرئيسي والمهم من القصر فهو البركة الدائرية، وهي عنصر معمارى مميز يحيط بها أربعة أواوين رئيسية. البركة كانت مصدرًا للراحة والترفيه الخليفي، حيث كانت تُستخدم في الاستجمام والاستحمام، مما يجعلها مكانًا للهدوء والترف.

يبلغ قطر البركة 62 مترًا وعمقها 2 متر، وتُمد البركة بالمياه عن طريق كهريز تم حفره من منطقة شرقية في مدينة سامراء. هناك أيضًا كهريز آخر مخصص لتصريف المياه، حيث يتم إغلاقه حتى تمتلئ البركة بالماء، ليتمكن الخليفة من استخدام البركة للنقاهة والراحة.

كان الخليفة المتوكل يخصص وقتًا في هذه البركة، حيث كان يجلب المغنين والظرفاء للاستمتاع بالأجواء المريحة والمميزة. ومن أشهر هؤلاء الظرفاء أبو العبر، الذي اشتهر بلعب دور خاص في البركة، حيث كان الخليفة يطرح به في البركة ثم يصطاده باستخدام الشبك. وقد وصف أبو العبر هذه التجربة في قوله:
“أمر بي الملك فطرحني في البرك، واصطادني في الشبك، وكأنني من السمك.”

أما في الشعر العباسي، فقد ذكرها الشاعر البهري في قصيدته الشهيرة:
“يامن رأى البركة الحسناء رؤيتها، والآنسات إذا لاحت مغانيها.”

وبهذه الطريقة، كان قصر البركة يمثل مركزًا للترف والراحة، حيث تلتقي فيه متعة الاستحمام مع الحياة الثقافية والفنية في بلاط الخليفة.

المعلومات

محافظة صلاح الدين

مناسب للعوائل و الاصدقاء

مفتوح من ٠٩:٠٠ص لغاية ٠٤:٠٠م