سوق الصفافير

سوق الصفافير في بغداد هو واحد من الأسواق التقليدية القديمة التي تمثل جزءًا من التراث الثقافي والتجاري في العاصمة العراقية. يُعرف السوق بتاريخ طويل يعود إلى قرون، وكان يعتبر من أهم مراكز التجارة والحرف اليدوية في المدينة. إليك بعض التفاصيل حول هذا السوق:

1. الموقع والتاريخ:

سوق الصفافير يقع في منطقة الكرخ غرب نهر دجلة، بالقرب من سوق الهرج، ويعد واحدًا من أقدم الأسواق في بغداد. تاريخ السوق يعود إلى العصور الإسلامية القديمة، وكان في الماضي مركزًا لتجارة المواد الصوفية، وأدوات الذهب، والفضة، والحرف اليدوية.

2. التسمية:

اسم “الصفافير” يأتي من كلمة “صفافير” التي تعني الحرفيين الذين كانوا يعملون في تصنيع وبيع الآلات الموسيقية (مثل الأجراس، الأبواق، والآلات النحاسية) بالإضافة إلى الأسلحة والأدوات المعدنية. ومع مرور الزمن، توسع السوق ليشمل مختلف أنواع الحرف اليدوية والسلع الأخرى.

3. المنتجات والتجارة:

في الماضي، كان سوق الصفافير يعتبر مركزًا رئيسيًا لبيع الأدوات المعدنية مثل الأواني النحاسية، المجوهرات، والأسلحة التقليدية مثل السيوف والخناجر. بالإضافة إلى ذلك، كان السوق يقدم الآلات الموسيقية التقليدية مثل الطبل والعود والربابة التي كانت تُصنع يدويًا.

4. الأنشطة الحرفية:

كان السوق يحتوي على ورش صغيرة تعمل في مجال الحرف اليدوية، حيث كان الحرفيون يصنعون المنتجات المعدنية والزخارف الفنية. أما اليوم، فإن بعض هذه الأنشطة ما زالت موجودة في السوق، مما يجذب الزوار المحليين والدوليين الذين يحرصون على التعرف على الحرف التقليدية في بغداد.

5. التحولات المعاصرة:

كما هو الحال مع العديد من الأسواق التقليدية في العالم العربي، شهد سوق الصفافير تغييرات كبيرة بسبب التطورات الاقتصادية والاجتماعية في بغداد، بالإضافة إلى التأثيرات الناتجة عن الحروب والصراعات. وعلى الرغم من هذه التحديات، فإن السوق لا يزال يحتفظ بطابعه التراثي في بعض جوانبه، مع ازدهار بعض الحرف اليدوية والتجارة التقليدية.

6. الثقافة الشعبية والمجتمع:

يعد سوق الصفافير مكانًا حيويًا يعكس الحياة اليومية في بغداد، وهو يجذب ليس فقط عشاق التسوق، بل أيضًا المهتمين بالثقافة والحرف التقليدية. يتجول في السوق عدد من الحرفيين والتجار، الذين يضيفون إليه طابعًا شعبيًا ومرتبًا مع الأسواق التقليدية البغدادية.

الخلاصة:

سوق الصفافير في بغداد ليس مجرد سوق تجاري، بل هو رمز من رموز التاريخ والحرف التقليدية البغدادية. على الرغم من التحديات التي مر بها، يبقى السوق جزءًا من هوية المدينة الثقافية، ويعكس روح التراث الذي شهدته بغداد على مر العصور.