تعد مدينة خرسباد، التي شيدها الملك الآشوري سرجون الثاني (721-705 ق.م)، العاصمة الرابعة للإمبراطورية الآشورية. تتميز هذه المدينة بمخططها المربع، حيث يحيط بها سور ضخم مبني من الطين ويحتوي على سبع بوابات رئيسية. كشف المنقبون عن قصر الملك الذي كان مزخرفًا بألواح من المرمر البرونزي، وتم نقل العديد من هذه الألواح إلى متحف اللوفر في باريس. كما تم توزيع تماثيل الثيران المجنحة التي كانت تزين مداخل القصر إلى العديد من المتاحف العالمية، بينما يوجد اثنان منها في المتحف العراقي ببغداد.
القصر والمدينة يزخران بالعديد من النقوش والمنحوتات التي تعد شهادة على عظمة الحضارة الآشورية. ولكن الغريب في تاريخ خرسباد هو أن المدينة لم تُسكن بعد وفاة الملك سرجون الثاني، حيث تم اغتياله بعد عام واحد من نقل مركز حكمه إلى خرسباد. وبعد وفاته، نقل ابنه الملك سنحاريب جزءًا من منحوتات القصر إلى مدينة نينوى وزين بها قصره، مما يعكس انتقال العظمة المعمارية والفنية من خرسباد إلى نينوى.
اليوم، لا يزال قصر خرسباد بحاجة إلى المزيد من الحفريات وأعمال الصيانة لإعادة إحياء الموقع وتحويله إلى وجهة سياحية هامة تسلط الضوء على تاريخ وآثار الحضارة الآشورية.