درب زبيدة

طريق البر والإحسان، الذي ربط بغداد بمكة وضمن الراحة والسلام للمسافرين

نبذة عن درب زبيدة

يُعتبر درب زبيدة من أعظم المشاريع الهندسية والخدمية في التاريخ الإسلامي، حيث أُنشئ في العصر العباسي لتأمين الطريق بين بغداد، عاصمة الدولة الإسلامية، والأراضي المقدسة في مكة المكرمة والمدينة المنورة. وقد أصبح هذا الطريق رمزًا للحضارة الإسلامية في مجال البنية التحتية والخدمات اللوجستية التي كانت تُقدم للمسافرين والحجاج.

تاريخ وإنشاء درب زبيدة:

في عهد الخليفة العباسي هارون الرشيد، وتحديدًا في عام 134 هـ / 751م، تم إنشاء هذا الدرب بناءً على طلب زبيدة، زوجة الخليفة هارون الرشيد. كانت زبيدة شخصية محورية في هذا المشروع، حيث قامت بتوفير احتياجات المسافرين في تلك المناطق القاحلة، وخاصةً المياه التي كانت من أهم ما يحتاج إليه الحجاج والمسافرون في الصحراء.

لقد تمت حفر الآبار وبناء البرك وخزانات المياه على طول الطريق لضمان توافر المياه للمسافرين. كما تم إنشاء الخانات (محطات استراحة) التي توفر الراحة للمسافرين في رحلاتهم الطويلة والشاقة عبر الصحراء. كما تم تأمين الطريق من هجوم القبائل وقطاع الطرق، مما جعل الدرب آمنًا للمسافرين.

أهمية درب زبيدة:

يمتد درب زبيدة على مسافة 1300 كم، ويبدأ من الكوفة في العراق مرورًا بالمناطق الصحراوية الجافة، وصولًا إلى المدينة المنورة ومكة المكرمة. كان هذا الطريق لا يُعتبر مجرد مسار للمسافرين، بل كان مفخرة هندسية عظيمة، إذ شملت مكوناته شبكة هائلة من الآبار وخزانات المياه التي كانت تضمن توفير المياه للمسافرين في كل نقطة من الطريق.

كانت الجمال تمر عبر محطات التوقف على طول الطريق للحصول على المياه، مما جعل السفر بين العراق ومكة المكرمة أكثر أمانًا وسهولة. وبفضل هذه الجهود التي بذلتها زبيدة، أصبح درب زبيدة واحدًا من أعظم أعمال البر والخير في التاريخ الإسلامي.

السمعة والتسمية:

نظرًا لجهود زبيدة في تأمين الراحة والمسائل الأساسية للحجاج، أُطلق على هذا الطريق اسم “درب زبيدة” تخليدًا لمساهمتها العظيمة في خدمة حجاج بيت الله الحرام والمسافرين من العراق إلى مكة. وقد أصبح هذا الطريق أحد معالم الجغرافيا التاريخية التي تربط بين العاصمة العباسية والحرمين الشريفين.

تأثير درب زبيدة على التاريخ:

يعد درب زبيدة من أكبر المشاريع اللوجستية في العصر العباسي، وقد شكل علامة فارقة في تطوير طرق السفر في العالم الإسلامي. بفضل هذا الطريق، ازدهرت حركة التجارة، وتضاعف أعداد الحجاج، وازداد التواصل بين مناطق مختلفة من العالم الإسلامي. كما ساهم في تأمين وصول الحجاج بأمان إلى مكة، مما جعله جزءًا من التراث الإسلامي الحضاري.

المعلومات

محافظة النجف

مناسب للعوائل و الاصدقاء

مفتوح دائما