يعد حصن الاخيضر من أبرز المعالم التاريخية في العراق ومن أعظم الحصون في الشرق الأوسط، ويعتبر نموذجًا رائعًا للعمارة الإسلامية في العصور الوسطى. يقع هذا الحصن في قضاء عين تمر بمحافظة كربلاء، على بعد 15 كم شمال غرب بغداد، و50 كم جنوب غربي مدينة كربلاء. يشتهر بموقعه الاستراتيجي الذي كان يقع في مفترق طرق القوافل التجارية القديمة بين مدن الكوفة والبصرة والموصل ودمشق، مما جعله نقطة مهمة في العصور الإسلامية.
تسميته وتاريخ بنائه
يُطلق على الحصن اسم “الأخيضر” نظرًا للإخضرار الذي يغطي موقعه في فصل الربيع، بفضل تساقط الأمطار. وتعددت الروايات حول تاريخ بناء الحصن وأصله، حيث يُقال أنه يعود إلى عصر ما قبل الإسلام. بعض المؤرخين، مثل المستشرق ماسنيون، يعتقدون أنه كان قصر السدير أو قصر الملك سابور قبل الفتوحات الإسلامية. أما المؤرخون الإسلاميون فيشيرون إلى أن الحصن بُني في العهد العباسي، وأنه شُيد بأمر من عيسى بن موسى، أحد أمراء بني العباس في عهد المنصور.
معمار الحصن
يتسم حصن الاخيضر بتصميمه المنيع والمحصن، حيث يحيط به سور مستطيل الشكل يبلغ طوله 169 مترًا وعرضه 175 مترًا. يحتوي السور على أربعة أبواب رئيسية تتجه نحو الجهات الأربع، كما يحتوي على أربعة أبراج في الأركان الأربعة بقطر يبلغ 5 أمتار، بالإضافة إلى 44 برجًا محيطًا بالسور الخارجي. هذا المعمار الفخم يبرز جمال الحصن ويجعله من أبرز الأمثلة على بناء القلاع العسكرية في تلك الحقبة.
الحصن في الإعلام
كما يُعتبر حصن الاخيضر نقطة جذب للعديد من وسائل الإعلام والأفلام التاريخية، حيث تم تصوير أجزاء من مسلسل “المتنبي” في الحصن. المسلسل، الذي أُنتج لصالح تلفزيون أبوظبي، جسّد شخصية المتنبي، الشاعر العربي الشهير، بمشاركة الفنان السوري سلوم حداد في دور المتنبي والفنان العراقي غالب جواد في دور المتنبي في صباه.
يبقى حصن الاخيضر رمزًا من رموز القوة والتاريخ العريق، ويحمل بين جدرانه الكثير من الأسرار التي لم تكتشف بالكامل بعد، ما يجعله وجهة سياحية وتاريخية رائعة.