يعد جامع النبي يونس (عليه السلام) من أقدم وأهم المعالم الدينية في مدينة الموصل، حيث يقع في منطقة نينوى التاريخية على الجهة اليسرى من نهر دجلة، مقابل مدينة الموصل القديمة. يعتقد أنه بُني في الموقع الذي كان يشهد وجود دير يونان بن أمطاي، المعروف لدى المسلمين بالنبي يونس أو ذنون عليه السلام، وهو شخصية ورد ذكرها في القرآن الكريم.
يتميز جامع النبي يونس بموقعه الفريد، حيث يُشيد على تل أثري يعود للعهد الآشوري، مع طبقات معمارية قديمة، بعضها يعود إلى العهد الأشوري. بعد الفتح العربي الإسلامي لمدينة الموصل، تم بناء بعض المنشآت الدينية في هذا الموقع، والتي تطورت مع مرور الزمن لتصبح الجامع الحالي. يتألف الجامع من بناءين رئيسيين يفصل بينهما طريق بعرض ستة أمتار؛ الأول هو بيت الوضوء، والثاني هو المصلى والحضرة التي تحتوي على المدرسة اليونسية.
من أبرز ميزات الجامع هو اتساعه و قدسيته الدينية الخاصة، حيث يعد مكانًا هامًا للمسلمين. ومن المعالم البارزة التي تعود إلى العهد الإسلامي هي المحاريب الرخامية المسطحة المزينة بزخارف التوريق الجميلة، إضافة إلى الكتابات التي تتضمن آيات قرآنية وأسماء الشخصيات التي قامت ببعض تجديدات وترميمات الجامع عبر العصور.
تم تجديد الجامع في عام 1341 هـ (1922م)، حيث شُيدت له منارة شامخة على الطراز الإسلامي. كما شهد الجامع عدة عمليات صيانة وترميم، منها تغليفه بحجر الحلان وبناء بعض الملحقات الخدمية، ليظل أحد أبرز المعالم التاريخية والدينية في الموصل.