يُعتبر جامع النبي جرجيس من الجوامع المهمة في مدينة الموصل، حيث يضم قبر النبي جرجيس الذي يتميز بنقوشه البارزة والمزخرفة من المرمر. يقع الجامع في محلة سوق الشعارين داخل المدينة، في الشارع الذي سُمّي باسمه، ويُعدّ من الجوامع القديمة التي ذكرها الرحالة ابن جبير في القرن السادس الهجري (الثاني عشر الميلادي). ويُعتقد أنه يحتوي على ضريح الحر بن يوسف، والي الموصل في العهد الأموي.
في القرن الثامن الهجري، أُضيفت للجامع أقسام جديدة، ثم تم توسيعه وتجديده على يد تيمورلنك بعد استيلائه على الموصل، حيث جعله جامعًا كبيرًا. كما قام الحاج حسين باشا الجليلي بإضافة جناح خاص للمذهب الشافعي وتجديد بعض أجزاء الجامع في سنة (1154 هـ / 1741م).
على الرغم من اتساع الجامع وتعدد أجزائه، فإن معظم عناصره المعمارية الحالية تعود إلى فترات متأخرة. يحتوي رواقه الشرقي على أعمدة يُعتقد أنها تعود إلى نفس الفترة التي ذكرها ابن جبير في رحلته.