يقع جامع الخلفاء في منتصف شارع الخلفاء، قرب سوق الغزل الشعبي الذي يُقام كل يوم جمعة. يتميز الجامع بهيئته الجديدة المشيدة حديثًا، إلا أن منارته الأثرية الشاهقة تُعد من أقدم المعالم التاريخية في بغداد، حيث كانت جزءًا من الجامع الذي أسسه الخليفة العباسي المكتفي بالله في سنوات حكمه من 289هـ – 295هـ (902م – 908م).
في البداية كان يُعرف جامع الخلفاء بـ “جامع القصر” نسبة إلى القصر الحسني الذي كان يقع بالقرب منه. وفي وقت لاحق، تم تسميته “جامع الخليفة” ثم “جامع الخلفاء”. كان يُعد الجامع الرسمي للدولة العباسية حيث كانت تُقرأ فيه عهود القضاة، تُصلى عليه جنائز العلماء والأعيان، وتُعقد فيه حلقات الفقهاء و المحدثين و المناظرين.
أما مئذنة الجامع الحالية، التي تُعد من أقدم المآذن في بغداد، فقد تم تشيدها سنة 678هـ – 1279م، ويبلغ ارتفاعها حوالي 36 مترًا. تتألف قاعدتها من اثني عشر ضلعًا، ومحيطها 64 و 20 مترًا، وتعرف اليوم باسم “منارة سوق الغزل”، إذ تقع في قلب سوق الغزل الشهير.
جامع الخلفاء يمثل جزءًا من التراث العباسي في بغداد، ويمزج بين التاريخ الديني والمعمار الأثري، مما يجعله من أبرز المعالم الإسلامية في المدينة.
