عبد المحسن السعدون هو عبد المحسن بن فهد السعدون، وُلد في مدينة الناصرية عام 1879م، وهو من أبرز الشخصيات الوطنية والسياسية في تاريخ العراق الحديث. ينحدر السعدون من أسرة ذات مكانة اجتماعية مرموقة في جنوب العراق، وقد كان له دور كبير في بناء الدولة العراقية الحديثة. تقلّد السعدون أربع وزارات في فترة الحكم الملكي، وكان له تأثير قوي في الشؤون السياسية والاقتصادية للبلاد.
ساهم السعدون بشكل فعال في تأسيس الدولة العراقية بعد سقوط الدولة العثمانية، وشارك في العديد من الجهود التي أسهمت في استقلال العراق وعضويته في المجتمع الدولي. كما كان عضوًا في المجلس التأسيسي الذي وضع دستور العراق في عام 1925.
تولى السعدون منصب رئيس وزراء العراق في فترتين، وكان ثاني رئيس وزراء في العهد الملكي بعد نقيب أشراف بغداد عبد الرحمن الكيلاني النقيب. عُرف السعدون بحنكته السياسية وقدرته على التفاوض وحل الأزمات التي كانت تواجه الحكومة في تلك الفترة.
وكان له دور محوري في تحسين العلاقات مع القوى الأجنبية والداخلية على حد سواء، خصوصًا في الفترة التي تلت الاستقلال. إضافة إلى كفاءاته السياسية، كان السعدون شخصًا يتمتع بالكثير من الاحترام بين مختلف الطوائف العراقية.
تُعد سيرة عبد المحسن السعدون جزءًا لا يتجزأ من تاريخ العراق السياسي الحديث، حيث أثرت قراراته السياسية في رسم معالم الدولة العراقية في بداية القرن العشرين. كما يُعتبر شارع السعدون في بغداد، الذي سُمّي باسمه، أحد الشوارع المهمة في العاصمة، ويُعد رمزًا لذكرى هذه الشخصية التي كان لها بصمة واضحة في تأسيس العراق الحديث.