هو من المواقع الآثارية المهمة ببغداد الجديدة، و «حرمل » هي التسمية الحديثة له ، اما اسمه القديم فهو شاد و بوم » وكان مركزا ادار يا تابعاً لمملكة اشتونا التي كان مركزها «تل أسمر » بمحافظة ديالى . واقدم سكن للمدينة هو منذ العهد الاكدي وسلالة أور الثالثة، الا ان شأن المدينة عظم في منتصف العصر البابلي القديم قبل نحو ٣٨٠٠ سنة .
وانت على مشارف هذه المدينة ترى سياجا حديثا يحيطها وعند شروعك بالدخول اليها تشاهد عدة ميان داخل سور بهيئة مستطيل غير منتظم يبلغ طول اكبر ضلع فيه ١٤٧ م واصغر ضلع ۹۸ م ، ويوجد باب واسع في جهته الشمالية الشرقية على جانبیه برجان كبيران ومنه تشاهد اكبر بناء تم الكشف عنه وهو المعبد الرئيسي بقياس (۱۸۲۸ م) ، كما تشاهد معبدين صغيرين تمت صيانتهما وتسقيفهما .
واهمية تل حرمل لا تتوقف عند مبانيه فقد كان مركزا علميا وادار يا معا فالرقم الطينية التي عثر عليها الاثاريون فيها ما يشرح قضايا هندسية وجبرية على جانب كبيرة من الاهمية منها حالة خاصة في تشابه المثلثات قائمة الزوايا كانت تنسب الى العالم اليوناني اقليدس الذي ولد بعد سبعة عشر قرنا من بداية العصر البابلي القديم .
لقد احتوت الرقم الطينية على جداول مطولة في الضرب ورفع الاعداد وجذرها من القوى المختلفة وجداول بمعكوس الاعداد لاجراء القسمة ومسائل تم حلها بالطريقة التي نعرفها اليوم باللوغاريتمات. هذا الى جانب معاجم لغوية وادبية واثبات بأسماء جغرافية.
المعالم الأثرية في تل حرمل
- الطبقات الأثرية: يشتهر الموقع بوجود طبقات أثرية متعددة تغطي فترات زمنية واسعة، تشمل العصور السومرية والأكدية، وهي تعد مصادر أساسية لدراسة تطور الحضارات في بلاد الرافدين.
- الأبنية والآثار: تم العثور على بقايا منازل قديمة و مرافق تخزين، بالإضافة إلى أدوات فخارية و أختام تعود للعصور السومرية والأكدية. كما يوجد العديد من التماثيل والقطع الأثرية التي تكشف عن الحياة اليومية في تلك الفترات.
- المدافن: من أبرز الاكتشافات التي أجريت في تل حرمل هي المدافن السومرية، والتي تحتوي على العديد من الأدوات الجنائزية التي كانت تستخدم في دفن الموتى.
التنقيبات والحفريات
شهد تل حرمل العديد من التنقيبات الأثرية على مر العقود، حيث أجرى علماء الآثار العديد من الحفريات في الموقع، مما ساهم في الكشف عن الطبقات المختلفة للموقع وأدواته التاريخية. على الرغم من أن الموقع لم يحظَ بالكثير من الشهرة مقارنة بمواقع أخرى مثل أور أو نمرود، إلا أنه يعد من الأماكن الغنية بالآثار التي توفر رؤى ثمينة عن تاريخ العراق القديم.
تل حرمل اليوم
اليوم، يعد تل حرمل موقعًا أثريًا هامًا، لكن نظرًا للظروف السياسية والأمنية التي شهدها العراق في السنوات الأخيرة، فقد تعرض الموقع للعديد من التحديات مثل التخريب و النهب، مما أثر على الحفاظ على الآثار الموجودة فيه. ومع ذلك، فإن الجهود المستمرة من قبل الجهات المعنية تعمل على حماية الموقع واستكشاف المزيد من الآثار التي قد تساعد في فهم تاريخ المنطقة بشكل أفضل.
تل حرمل هو موقع أثري يعكس الحضارات السومرية والأكدية التي ازدهرت في جنوب العراق. يعتبر الموقع مصدرًا غنيًا للدراسات الأثرية التي تساهم في فهم تطور الحياة اليومية في بلاد الرافدين.