باب بغداد الوسطاني هو واحد من الأبواب التاريخية القديمة التي كانت جزءًا من سور بغداد الشرقية، الذي كان يحيط بالمدينة لحمايتها من الهجمات. كان السور يتكون من جدار سميك من الآجر تدعمه أبراج عديدة، ويقع أمامه خندق عميق متصل بنهر دجلة، مما شكل حاجزًا طبيعيًا يزيد من قوة الدفاع عن المدينة. بالإضافة إلى ذلك، كانت هناك مسناة تحيط بالسور من جميع الجوانب.
أبواب السور الشرقي:
كان السور الشرقي لبغداد يحتوي على عدة أبواب مهمة، أبرزها:
- باب المعظم
- باب الظفرية (الوسطاني)
- باب الحلبة
- باب البصلية
ورغم أن هذه الأبواب كانت محورية في الدفاع عن بغداد في العصور الإسلامية، لم يبقَ من هذه الأبواب شاخصًا اليوم سوى باب الوسطاني.
باب الوسطاني:
باب بغداد الوسطاني يقع بالقرب من ضريح عمر السهروردي، في منطقة شارع الشيخ عمر. يتميز الباب بهندسة معمارية فريدة، حيث يتكون من برج مرتفع وإسطواني الشكل، محيطه عند القاعدة يبلغ 57 مترًا، ويصل ارتفاعه إلى 14.5 مترًا عن الأرض.
يتميز باب الوسطاني بوجود قبة مثمنة تعلوه، مما يضفي عليه طابعًا معماريًا مميزًا. في الجهة الشمالية الغربية للبرج، يوجد باب عرضه 3 متر يعلوه قوس مدبب، ويؤدي إلى قنطرة تمتد فوق الخندق، التي كانت تساعد في عبور الخندق العميق المحيط بالمدينة.
وفي الجهة الجنوبية الغربية للبرج، توجد غرفة صغيرة، من خلالها يمكن الوصول إلى باب آخر، وهو يؤدي إلى قنطرة أكبر وأعلى من القنطرة السابقة، تمتد أيضًا فوق الخندق.
الأهمية التاريخية:
كان باب الوسطاني يُعدّ أحد المداخل الرئيسية إلى مدينة بغداد في العصور الإسلامية، وهو يمثل جزءًا من التاريخ المعماري الحصين لبغداد القديمة. اليوم، يعتبر باب الوسطاني معلمًا تاريخيًا هامًا، حيث لا يزال يرمز إلى عظمة بغداد في العصر العباسي ويشكل شاهدًا على الهندسة العسكرية في تلك الحقبة.
رغم التغيرات التي طرأت على المدينة عبر العصور، يبقى باب بغداد الوسطاني رمزًا تاريخيًا ومعماريًا لبغداد القديمة. ومن خلاله، يمكن للزوار استشعار عبق التاريخ الذي يروي قصة الدفاع والتطور في العاصمة العراقية.