يعد جامع الملوية في سامراء أحد أبرز المعالم التاريخية والدينية في العراق، ويعتبر من أهم المساجد الأثرية التي شُيدت في العهد العباسي. بناه الخليفة العباسي المتوكل على الله بين عامي 234 هـ و 237 هـ (848-851م) في مدينة سامراء، ويتميز بمساحته الواسعة وتصميمه المعماري الفريد الذي يعكس عظَمة الحضارة الإسلامية.
المسجد يقع على أرض مستطيلة تبلغ مساحتها 27,920 مترًا مربعًا، ويحتوي على مصلى واسع يتسع لأكثر من 80,000 مصلٍّ. تم تشييده باستخدام الطابوق والجص، وقد فرشت أرضيته بطابوق مربع بدقة فائقة. الجدران ضخمة وبارزة بارتفاعها الذي يبلغ 11 مترًا وسمكها الذي يصل إلى 2.7 مترًا. كما يضم الجامع 44 برجًا، منها 4 أبراج شبه مستديرة في الأركان. وللمسجد 15 بابًا مزخرفًا بعقود مدببة تعلوها نوافذ بديعة، وارتفاعها يصل إلى 6 مترًا فوق سطح الأرض.
أبرز ما يميز المسجد الجامع هو منارة الملوية، التي تعتبر إحدى عجائب العمارة الإسلامية، حيث تتمتع بتصميم حلزوني فريد من نوعه. يبلغ ارتفاع المنارة 52 مترًا، وتقع على بعد 27.25 مترًا من الحائط الشمالي للمسجد. تتميز المنارة بقاعدة مربعة طول ضلعها 33 مترًا وارتفاعها 4.2 مترًا، وتزينها تسعة حنايا ذات عقود مدببة. فوق القاعدة، تتصاعد المنارة عبر خمس طبقات يتناقص حجمها مع الارتفاع. كما تحيط بالمنارة سلم حلزوني يتكون من 399 درجة، ويقود إلى قمة المنارة حيث كان المؤذن يرفع الأذان.