من المدن التاريخية المهمة التي تقوم اطلالها على الضفة الشرقية إلى الجنوب من مركز بغداد بمسافة ٣٠ كم ، و يرجع تاريخ تشييدها الى حدود القرن الثاني قبل الميلاد ومن ابرز معالمها الشاخصة طاقها الشاهق وهو جزء من قصر كبير على مقربة من نهر دجلة ويرجع عهده الى منتصف القرن الثالث للميلاد ويعتبر هذا الطاق من أكبر الطوق المشيدة بالاجر فى العالم واعلاها، ان طراز بنائه متطور عن اساليب معمارية عراقية عريقة، ففكرة الايوان جاءت متطورة عن الأبنية العراقية القديمة اذ تعطينا واجهات مداخل المدن وبعض القصور الاشورية تسلسلا واضحا في تطور فكرة الايوان . وفي حصر الحضر العربي كان طراز الايوان مألوفا في العمارة ، وقد اثبتت التنقيبات في معبد « اللات » الذي بناه سنطروق الاول (١٦٥ – ١٩٠ م) ان ايوان المدائن جاء نسخة مطابقة له ومأخوذا عنه . والارتفاع الحالي لهذا الايوان يقدر بنحو ۳۷ م وامتداد المسافة بين جداريه الايمن والأيسر ٢٥.٥م وعمق الايوان ٤٨ م وسمك جدرانه في الاسفل 7 أمتار. وبالقرب من الايوان يوجد متحف محلي لاثار المنطقية . وبامكانك التجوال في هذه المنطقة الاثرية يوميا من الساعة 9 صباحا وحتى الساعة 5 مساء، وبامكانك ان ترى في المدينة ايضا مرقد الصحابي المعروف سلمان الفارسي » وقد اقامت المؤسسة العامة للسياحة قرب الطاق مركزا للاستعلامات السياحية ومضارب عربية على رقعة فسيحة من الأرض الخضراء لتكون أنموذجاً حيا للمضارب العربية التي تتميز بها واحات بوادينا ممثلة بخيمة كبيرة من الشعر تم تجهيزها بكل ما هو عربي الصنعة والمظهر وفرشت ارضها بالابسطة المصنوعة محليا.
المعالم الأثرية لمدينة طيسفون
مدينة طيسفون مشهورة بعدد من المعالم المعمارية الفريدة التي تميزها عن غيرها من المدن القديمة:
- قوس النصر الساساني (قوس طيسفون):
- يعتبر قوس النصر أحد أبرز معالم طيسفون، وهو قوس ضخم كان يرمز إلى انتصارات الإمبراطورية الساسانية. يعتبر هذا القوس أحد أروع التحف المعمارية الساسانية المتبقية في الموقع.
- **قصر الملك كسرى:
- من أهم وأكبر الآثار في طيسفون هو قصر كسرى (أو قصر الملك كسرى أنوشروان)، الذي كان مركزًا إداريًا وفنيًا للإمبراطورية الساسانية. كان القصر يحتوي على قاعات ضخمة وسقف مزخرف، وقبة ضخمة تمثل نموذجًا معماريًا متقدمًا في ذلك العصر. كان القصر أحد أعظم المباني التي بنيت في التاريخ الساساني، ويقال إنه كان يحتوي على قاعة عظيمة ذات قبة كبيرة، والتي كانت تُعتبر واحدة من أكبر القباب في العالم القديم.
- المدينة المُحيطة (الأسواق والشوارع):
- كانت طيسفون مدينة ضخمة تتكون من عدة شوارع وأسواق كبيرة كانت مركزًا تجاريًا مهمًا، حيث كانت تمر عبرها قوافل التجارة التي تربط بين الشرق الأوسط والشرق الأقصى والهند.
- البوابة الكبرى (بوابة كسرى):
- إحدى البوابات الهائلة التي كانت تزين المدينة، ويمثل الطراز المعماري الساساني المتقدم في تلك الحقبة.
- الجسور والقنوات المائية:
- كانت المدينة تتمتع بشبكة معقدة من القنوات المائية والجسور التي كانت توفر المياه للأراضي الزراعية، ما ساعد في ازدهار المدينة.
أهمية طيسفون في التاريخ
- دور سياسي وعسكري:
- كانت طيسفون بمثابة عاصمة الإمبراطورية الساسانية، وكانت مركزًا للحكم طوال فترة ازدهار الدولة الساسانية. شهدت المدينة عددًا من الأحداث السياسية الهامة مثل القرارات العسكرية الكبرى والمعاهدات السياسية مع الإمبراطورية الرومانية.
- الموقع التجاري:
- كانت طيسفون ملتقى الطرق التجارية بين شرق آسيا وغرب العالم، حيث كانت تتم التجارة بين الفرس والروم والعرب، وكانت المدينة أحد المحاور الرئيسية للتبادل التجاري والثقافي.
- الحضارة الساسانية:
- طيسفون كانت مركزًا ثقافيًا هامًا، حيث شهدت تطورًا في الفنون و العمارة و الفلسفة الساسانية. كان فيها العديد من العلماء والفلاسفة الذين أثروا في الحضارة الفارسية والشرقية بشكل عام.
التدمير والتدهور
- بعد الفتح الإسلامي في القرن السابع، بدأ الخراب يحل بمدينة طيسفون تدريجيًا. وبالرغم من تدمير أجزاء من المدينة في الحرب الإسلامية، إلا أن العديد من المباني والأبراج الهامة بقيت قائمة لفترة، قبل أن تتعرض للخراب التام مع مرور الزمن.
- في العصور اللاحقة، خاصة بعد الغزو المغولي، كانت المدينة قد فقدت تمامًا مكانتها كمركز حضري رئيسي.
المدائن اليوم
اليوم، تعتبر المدائن (طيسفون) من أهم المواقع الأثرية في العراق، حيث تواصل الحفريات والدراسات الكشف عن المزيد من أسرار هذه المدينة العريقة. ورغم التحديات التي واجهها الموقع الأثري في العصر الحديث بسبب الحروب والنزاعات، فإن المدائن تظل تمثل شاهدًا على عظمة الإمبراطورية الساسانية وحضارتها.
المدائن (طيسفون) تعد واحدة من أبرز المواقع التاريخية في العراق والعالم، وتوثق ماضيًا طويلًا من الازدهار السياسي و التجاري و الثقافي. وتظل آثارها المعمارية، مثل قصر كسرى و قوس النصر، معالمًا هامة تُعبر عن العمارة الساسانية وتاريخ العراق في العصور القديمة.