المتحف الوطني العراقي هو واحد من أبرز المعالم الثقافية والتاريخية في العراق، ويعد من أقدم وأهم المتاحف في المنطقة. يقع المتحف في بغداد ويضم مجموعة ضخمة من القطع الأثرية التي تعكس تاريخ وحضارة بلاد الرافدين، بالإضافة إلى آثار من فترات تاريخية متعددة تبدأ من العصور السومرية وحتى العصور الإسلامية.
1. تاريخ المتحف:
تم تأسيس المتحف الوطني العراقي في عام 1926، وبدأ كمؤسسة صغيرة تهدف إلى الحفاظ على القطع الأثرية التي تم اكتشافها في العراق. مع مرور الوقت، تطور المتحف ليصبح واحدًا من أكبر المتاحف في العالم، حيث يحتوي على مجموعات من آثار ما قبل التاريخ والعصور القديمة.
2. المجموعات المعروضة:
يحتوي المتحف على أكثر من 12,000 قطعة أثرية، من بينها آثار من حضارات بلاد الرافدين القديمة مثل السومرية، البابلية، الآشورية، والكلدانية، بالإضافة إلى آثار من الفترات الإغريقية والرومانية والإسلامية.
من أبرز القطع الأثرية المعروضة في المتحف:
- لوحة حامورابي: واحدة من أقدم مدونات القوانين في التاريخ.
- تمثال أبو الهول الآشوري: الذي يمثل أسطورة الأسد المجنح في الحضارة الآشورية.
- التماثيل السومرية: التي تمثل آلهة وحكام حضارة سومر.
- الآثار الفارسية والرومانية: تشمل العديد من القطع المنحوتة والفخارية.
3. أهمية المتحف:
- يُعتبر المتحف الوطني العراقي كنزًا ثقافيًا يروي قصة واحدة من أقدم وأعظم الحضارات في التاريخ البشري، وهي حضارة بلاد الرافدين.
- يساهم المتحف في حفظ التراث والهوية الثقافية للعراق، بالإضافة إلى كونه مركزًا للتعليم والبحث في مجالات الأركيولوجيا والتاريخ.
- يعد المتحف مقصدًا سياحيًا وثقافيًا للمؤرخين وعلماء الآثار والزوار من جميع أنحاء العالم.
4. تدمير المتحف واستعادة القطع الأثرية:
في عام 2003، تعرض المتحف للنهب والتدمير خلال غزو العراق من قبل القوات الأمريكية. تم سرقة الآلاف من القطع الأثرية الثمينة. ومع ذلك، وبفضل الجهود المحلية والدولية، تمت إعادة معظم القطع المفقودة إلى المتحف. ويعتبر هذا الحدث نقطة تحول كبيرة في الحفاظ على التراث الثقافي العراقي.
5. إعادة بناء المتحف وتطويره:
تم إعادة افتتاح المتحف الوطني العراقي في عام 2015 بعد أعمال ترميم وصيانة كبيرة. وقد شمل ذلك تحسين العرض المتحفي وتطوير التقنيات المستخدمة في العرض والترميم.
6. الأنشطة التعليمية والتثقيفية:
المتحف الوطني العراقي يقدم برامج تعليمية للأطفال والشباب، بالإضافة إلى ورش عمل ومحاضرات ثقافية وأثرية. كما يوفر المرافق اللازمة للباحثين والمتخصصين في الآثار من جميع أنحاء العالم.
7. الموقع والزيارة:
المتحف يقع في وسط بغداد بالقرب من نهر دجلة. ويعد من الأماكن السياحية والثقافية المهمة في المدينة. يقدم المتحف معروضات متنوعة يمكن للزوار التعرف من خلالها على تاريخ العراق العريق.
يعد المتحف الوطني العراقي صرحًا ثقافيًا عالميًا يعكس التاريخ العميق لبلاد الرافدين، ويشكل جزءًا أساسيًا من هوية الشعب العراقي وحضارته. على الرغم من التحديات التي واجهها خلال الحروب والنزاعات، يظل المتحف رمزًا للصمود والاهتمام بالحفاظ على التراث الثقافي في العراق.