تقع مدينة الكفل على الضفة الشرقية لنهر الفرات، وهي في منتصف الطريق بين الكوفة و الحلة، وتعد واحدة من أقدم المدن العراقية ذات الأهمية التاريخية والدينية. وفقًا للدراسات التاريخية، يُقال إن الملك البابلي نبوخذ نصر الثاني قام بترحيل سبايا اليهود من مملكة يهودا في فلسطين إلى بابل، وهو ما يعرف بـ السبي البابلي. وقد جلب نبوخذ نصر أكثر من ثلاثة آلاف يهودي إلى بابل، وكان من بينهم الحاكم يهوياكين وعائلته، بالإضافة إلى النبي ذو الكفل ومجموعة من الكهنة والقادة.
يشير التاريخ إلى أن النبي حرقيال (ذو الكفل) قد كلف بدعوته في هذه المنطقة، التي أصبحت تعرف اليوم بمدينة الكفل. المدينة تقع على بعد 25 كم جنوب محافظة بابل. في مرقد النبي ذو الكفل، توجد قبة مخروطية من الطراز السلجوقي، إلى جانب قبة زرقاء مطرزة بالنقوش الجميلة. هذا الموقع يحتل مكانًا هامًا في مسجد النخيلة التاريخي، الذي يرتبط باسم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع)، حيث تحتوي المنارة على نقوش نادرة بخط كوفي، كتبت بأربعة كلمات بشكل مثلثات متداخلة: “ودي حب محمد وعلي”، وهي من أندر النقوش في العالم الإسلامي.
المرقد ليس فقط مكانًا لراحة النبي ذو الكفل، بل يضم أيضًا قبور خمسة من الصحابة الأخيار وهم: يوسف الربنا، يوشع، خوب ناقل التوراة، يوحنا الدملجي، وباروخ، الذين كانوا من أعلام التلمود البابلي القديم.
أهمية المكان تتعدى هذه الأضرحة، حيث يوجد مقام الخضر عليه السلام بالقرب من مرقد ذو الكفل، مما يزيد من قيمة المكان الدينية والتاريخية.