يعتبر الجامع الأموي في مدينة الموصل من أقدم المعالم الدينية في المدينة، ويُعد من أول الجوامع التي شُيدت في الموصل بعد فتحها في عهد الخليفة عمر بن الخطاب (رض). يقع هذا الجامع في منطقة رأس الكور بمحلة الكوازين شمال شرقي الموصل القديمة، ويعود تاريخ تأسيسه إلى عام 17 هـ (637م)، عندما قام ببنائه القائد عتبة بن فرقد السلمي بعد تحرير الموصل.
كان الجامع في البداية يُعرف باسم “المسجد الجامع”، ولكن بعد الترميمات والإضافات التي شهدها على مر العصور، تم تسميته بـ”جامع المصفي” نسبة إلى الحاج محمد مصفي الذهب الذي جدد بناءه في سنة 1255 هـ (1839م).
وقد شهد الجامع العديد من التوسعات والترميمات على مر العصور. ففي العهد الأموي، جدد مروان بن محمد الأموي الجامع وبنى له منارة، وأصبح الجامع يُعرف في تلك الفترة بالجامع الأموي نسبة إلى الدولة الأموية. وفي العهد العباسي، قام الخليفة المهدي بتوسيع الجامع وإضافة الأسواق التي كانت تحيط به في عام 167 هـ (783م). كما شهد الجامع تجديدات أخرى في العهد الاتابكي سنة 454 هـ (1061م)، حيث أطلق عليه اسم “الجامع العتيق”. وأخيراً، في سنة 1344 هـ (1925م)، قامت مديرية الأوقاف العامة بإعادة ترميمه وتجديده ليظل أحد معالم المدينة الهامة.
من أبرز معالم الجامع التي تبقى من العصور القديمة هي مئذنته الأتابكية الشهيرة، والمعروفة اليوم باسم “منارة الكوازين”، التي تقع على بعد حوالي 150 مترًا من الجامع.