تقترن مدينة آشور بإحدى أعظم الإمبراطوريات التي عرفها العالم القديم، وهي الإمبراطورية الآشورية التي امتدت على مناطق شاسعة تشمل سوريا، الأناضول، إيران، مصر وأجزاء من جزيرة العرب. كما أن اسم “آشور” يرتبط لأول عاصمة لأبناء القطر الآشوريين وأيضًا باسم إلههم الرئيسي.
الموقع والتاريخ:
تقع مدينة آشور على بعد حوالي 110 كم جنوب مدينة الموصل، وهي تحدها جبال حمرين من الشرق التي أطلق عليها الآشوريون اسم “أنج”، واعتبروها موطنًا للإله آشور. تعرف اليوم المدينة باسم “قلعة الشرقاط” نسبة إلى مدينة الشرقاط الحديثة. تقع المدينة على مرتفع صخري يطل على نهر دجلة من الشرق، ويحدها من الشمال مجراه القديم.
أهمية تاريخية ودينية:
تعتبر آشور من أقدم المدن المأهولة في تاريخ البشرية، حيث يعود تاريخها لأكثر من أربعة آلاف سنة. وقد كانت جزءًا من السيطرة الأكدية وسلالة أور الثالثة في العصر البرونزي، كما كانت ضمن نطاق حضارة بابل القديمة في عهد الملك حمورابي في السنة الحادية والثلاثين من حكمه.
على الرغم من انتقال عاصمة الإمبراطورية الآشورية إلى مدينة نمرود (كالح) في عهد الملك آشور ناصر بال وشلمنصر الثالث، بقيت مدينة آشور ذات أهمية دينية بالغة. وكان لها دور محوري في المعتقدات الدينية للآشوريين. فتم تكريس معابد ومباني دينية للآلهة المختلفة، بما في ذلك معبد “الكون” لإله آشور ومعابد للآلهة أنو وآدد، إله السماء والرياح.
أبرز المعالم:
- الزقورة الرئيسية: يعد برج المدينة الرئيسي “الزقورة” أبرز معالم مدينة آشور. كان مخصصًا لإله آشور وتوجّ عليه العديد من الطقوس الدينية المهمة.
- المعابد: تم بناء معابد ضخمة لآلهة الشمس والقمر، ومعابد مزدوجة للألهين أنو وآدد.
- القصر العربي: هو من أبرز المعالم التي تم اكتشافها في المدينة، ويعود إلى العصر العربي بعد نحو 2000 عام. القصر مزين بالزخارف الجصية وله أربع أواوين، وقد تم التنقيب عن المعمار العربي للقصر في قاعدة أحد دعائمه.
التاريخ المعماري:
تم بناء العديد من المباني المهمة في المدينة على الرقعة المحاطة بسورين، بما في ذلك بيت الاحتفالات السنوي أو “أكيتو”، الذي شيده الملك سنحاريب، والذي تم تزيينه بحديقة واسعة على ضفاف نهر دجلة.
الخاتمة:
مدينة آشور تمثل قلب الحضارة الآشورية، وكنزًا تاريخيًا وعلميًا هامًا. معالمها الدينية والمعمارية، مثل الزقورة ومعابد الآلهة، تبقى شاهدة على عظمة هذه الحضارة التي أثرت بشكل كبير على تطور العالم القديم.