تمتاز الاسواق بالطابع التقليدي، و تعد مركزًا تجاريًا وثقافيًا مهمًا في المدن العراقية، وأصبحت وجهة مفضلة للسياح والمواطنين على حد سواء. تحتوي هذه الأسواق على مزيج من المنتجات المحلية والحرف اليدوية الفريدة، إلى جانب الأجواء التاريخية التي تجعل من زيارتها تجربة لا تُنسى.
تتميز الأسواق التراثية في العراق بتصميمها الفريد الذي يجسد الماضي، حيث تكون غالبًا مغطاة بأقواس وأروقة ضيقة، مما يعكس الطابع المعماري القديم للمدن العراقية. كما أن الأسواق تكون عادةً متراصة ومتسلسلة، مع تداخلها مع الأزقة القديمة التي تنبض بالحياة. يمكن للزوار أن يجدوا في هذه الأسواق منتجات متنوعة، بدءًا من الملابس التقليدية مثل العباءات والأوشحة، وصولاً إلى الحرف اليدوية الفاخرة مثل الفخار والمجوهرات.
تعكس الأسواق العراقية التراثية الحرف التقليدية العريقة التي نشأت في بلاد الرافدين، مثل صناعة السجاد اليدوي، والمنسوجات، والنحاسيات، والخزف. هذه المنتجات ليست مجرد سلع تجارية، بل تعبير عن ثقافة شعب عريق يتمسك بتقاليده وفنونه. أسواق مثل “سوق السراي” في بغداد، و”سوق الحدادين” في كربلاء، و”سوق خان مرجان” في البصرة، تُعد أمثلة على هذه الأسواق التي تشهد على ازدهار الحرف العراقية.
إلى جانب المنتجات المحلية، تعتبر الأسواق التراثية في العراق أماكن اجتماعية حية، حيث يُمكن للمواطنين لقاء بعضهم البعض، تبادل الأخبار، وممارسة التقاليد الشعبية. هذه الأسواق كانت تاريخيًا مصدرًا مهمًا للتبادل الثقافي والتجاري، حيث كانت تجذب التجار من مختلف أنحاء العالم العربي والإسلامي.
على الرغم من التحديات التي واجهتها بعض هذه الأسواق في السنوات الأخيرة بسبب الصراعات، فإنها ما زالت تحتفظ بسحرها الخاص وجاذبيتها. تسعى الحكومة العراقية والمجتمع المحلي إلى الحفاظ على هذه الأسواق، وإحيائها من خلال مشاريع ترميم وتحسين، لتمثل شهادة حية على تاريخ وثقافة العراق الغنيّة.
