يعتبر جامع زاخو الكبير من أقدم وأهم المعالم الدينية في العراق، حيث يعود تاريخه إلى عام 20 هـ / 641م، وهو شاهد حي على أول دخول للإسلام إلى أرض العراق. يقع الجامع في مدينة زاخو التابعة لمحافظة دهوك في إقليم كردستان العراق، ويعد من أبرز الأماكن التاريخية التي تعكس العمق الثقافي والديني للمنطقة.
تاريخ جامع زاخو الكبير
يرتبط جامع زاخو الكبير بفترة الفتوحات الإسلامية، حيث يُعتقد أن بناءه تم في فترة الخلافة الأمويّة، بعد أن فتحت الجيوش الإسلامية هذه المنطقة في بداية القرن السابع الميلادي. يعتبر هذا الجامع واحداً من أقدم المساجد في العراق التي تعكس ملامح بداية نشر الإسلام في المنطقة.
المعمار والتصميم
تتميز هندسة جامع زاخو الكبير ببساطتها وروعتها في آنٍ واحد. يمتاز الجامع بمساحته الكبيرة التي تبلغ حوالي 4500 متر مربع، وهو ما يجعله واحداً من أكبر المساجد في مدينة زاخو. وتعتبر قبة الجامع ومئذنته العالية من أبرز ملامح التصميم المعماري، حيث تم بناء المسجد باستخدام الحجارة المحلية في ذلك الوقت، ما يعكس فن البناء التقليدي الذي كان سائداً في تلك الحقبة.
مكانة دينية وثقافية
يعد الجامع مكانًا مهمًا للعبادة في المدينة، ويحتفظ بمكانة خاصة لدى السكان المحليين، حيث يقام فيه الصلاة والمناسبات الدينية المختلفة. إضافة إلى ذلك، يجذب الجامع العديد من الزوار والسياح من مختلف أنحاء العالم، الذين يأتون للاستمتاع بجوهر المكان والاطلاع على تاريخه العريق. يُعتبر جامع زاخو الكبير رمزًا للسلام والتعايش بين مختلف الطوائف في المنطقة.
الحفاظ على التراث
على مر العصور، شهد جامع زاخو الكبير العديد من التجديدات والصيانات التي حافظت على جماله التاريخي. وقد تم تعزيز هذه الجهود من خلال الحفاظ على الأجزاء الأصلية للجامع، سواء من حيث الزخارف أو المحراب الذي يحمل طابعًا إسلاميًا فريدًا. كما أن الموقع الاستراتيجي للجامع، في قلب المدينة، جعله مركزًا روحيًا وثقافيًا لآلاف الزوار.
إن جامع زاخو الكبير ليس فقط معلمًا دينيًا مهمًا في العراق، بل هو جزء لا يتجزأ من تاريخ المدينة ومن الذاكرة الجماعية لسكانها. يعد هذا الجامع مثالًا على العمارة الإسلامية التقليدية التي بقيت صامدة على مر العصور، ليظل شاهدًا على تاريخ المنطقة وحضارتها الإسلامية التي تعود لأكثر من 1300 عام.
