الرئيسية » التماثيل والنصب
منذ العصور القديمة وحتى العصر الحديث، كانت التماثيل والنصب تعد وسيلة تعبيرية للفن والتاريخ والسياسة، حيث أُقيمت لتخليد الشخصيات البارزة، وتوثيق الأحداث الهامة، ولتمثيل المعتقدات والرموز الثقافية التي تميزت بها الحضارات العراقية المختلفة.
يعتبر العراق من أوائل البلدان التي أنشأت التماثيل والنصب لتكريم الآلهة والشخصيات الملكية في العصور القديمة. ففي حضارات مثل السومرية، والبابلية، والآشورية، كانت التماثيل تُستخدم في المعابد والقصور لتجسيد الآلهة والملوك، وكان يتم نحتها من الصخور أو المعادن النفيسة مثل البرونز. أحد أبرز الأمثلة على ذلك هو تمثال “الإله مردوخ” الذي كان يُعد من الرموز المقدسة في بابل، و “الملك سنحاريب” في نينوى.
وعلى الرغم من التحديات التي مر بها العراق في العصور الحديثة، بما في ذلك الحروب والصراعات، فإن التماثيل والنصب التذكارية بقيت شاهدة على الأوقات الصعبة التي مر بها الشعب العراقي. ففي العاصمة بغداد، تم إنشاء العديد من النصب التي تُخلّد ذكرى شخصيات سياسية وأدبية، وتحتفل بتاريخ العراق الحديث. من بين هذه النصب، يُعد “نصب الجندي المجهول” في بغداد واحدًا من أبرز النصب التي تُمثل التضحية والبطولة.
تتميز التماثيل العراقية بتنوع أساليبها واستخداماتها، من التماثيل الفنية التي تعكس الإبداع الهندسي والفني، إلى النصب التذكارية التي تمثل القوى السياسية والمجتمعية. كما أن النحت في العراق كان وسيلةً لتمجيد الشخصيات الكبرى سواء في السياسة أو الدين أو الثقافة.
إلى جانب الأهمية التاريخية والثقافية لهذه التماثيل والنصب، فإنها تُعد مراكز جذب سياحي للزوار الراغبين في التعرف على ثقافة العراق العميقة والمجتمعية. فعلى الرغم من الظروف الصعبة التي مر بها العراق، ما زالت التماثيل والنصب تمثل رموزًا حية للمقاومة والصمود.