مسجد السهلة

مسجد السهلة، من أشهر وأعظم المساجد التي شيّدت في الكوفة خلال القرن الهجري الأول، وهو في كلام أهل البيت عليهم السلام على صلة بتاريخ الأنبياء عليهم السلام ومقامهم، وكذلك موضع عبادتهم وسكناهم. يأتي عند الإمامية في الرتبة والمنزلة بعد المساجد الأربعة؛ لفضله المنصوص عليه في الروايات، وأنه من الأماكن التي يتواجد فيه الإمام المهدي علية السلام، وأنه مسكنه ومسكن أهل بيته بعد الظهور.

يفتقر الإرث التاريخي لمسجد السهلة المعظّم إلى معلومات مستنَدة حول المفاصل المحددة لتأسيسه ومراحل تطور عمرانه, وشأنه في ذلك شأن العديد من المساجد والآثار الإسلامية.

لعل حمل المسجد لأسماء شتى, دليل على قدم بناءه، بناءاً على أن يكون المسجد في كل حقبة زمنية أو مرحلة تجديد كان قد حمل اسم القوم الذين جددوه أو جاوروه.

البانون : يرى البعض بأن المسجد كان مشيّداً قبل زمن خلافة أمير المؤمنين الإمام علي (ع) في الكوفة ( 35- 40)هـ. ولعل مرحلة من مراحل تجديد البناء قد ارتبطت ببني ظفر، وهم بطن من الأنصار نزلوا الكوفة، وعشيرة من قبيلة “عبد القيس” قد يكون المسجد أقيم في مواقع تواجدها، ما تؤكده إشــــارة الإمام علي إليه في حديثه بتسمية المسجد بمسجد بني ظفر.

موقع المسجد: يقع المسجد على بعد حوالي كيلومترين من الجهة الشمالية الغربية لمسجد الكوفة، وهو على طرف من مقبرة السهلة القديمة. يبدو أن هيكل البناء وطرز العمارة في المسجد الذي توالى الناس على إعادة بنائه يشير إلى نمط المشيدات في القرن الأول الهجري.

شكل البناء : الشكل التقريبي لمساحة المسجد مستطيل الشكل يتألف من أربعة أضلاع: الشمالي طوله 160 م، الشرقي طوله 130 م، الجنوبي طوله 160، الغربي 130 م، وسور المسجد مرتفع ومدعوم بابراج نصف دائرية من الخارج، يبلغ ارتفاع السور أكثر من22م. وفي منتصف الضلع الشرقي مأذنة يبلغ ارتفاعها 13 متراً، تحيط بها من الأعلى سلة مزخرفة بأجمل أنواع الزخرفة والنقوش كتبت عليها آيات قرآنية.

شارك المقالة: