حصن الاخيضر

يعتبر من أعظم الحصون في الشرق الأوسط و أحسن بناء عربي تتجلى به العمارة الإسلامية. الحصن تابع لمحافظة كربلاء ويقع في قضاء عين تمر التي تبعد عن بغداد ١٥ كم ويبعد ٥٠ كم جنوب غربي مدينة كربلاء. وكان موقعه قديما عند ملتقى الطرق التجارية والقوافل المارة بين مدن الكوفة والبصرة والموصل ودمشق وبلاد الشام. ويعتبر حصن الاخيضر السر الغامض التي لم تستطيع بوصلات المؤرخين تحديد تاريخ وسبب بنائه وأصل تسمية فأغلب الاقوال التي قيلت في ذلك لا تتعدى حدود الافتراضات.

ويطلق على حصن الاخضير هذا الاسم نظرا لاخضرار موقعه في فترة الربيع وتساقط الامطار بينما راى الباحث العراقي الشهير السيد محمود شكري الالوسي ان اسم الاخيضر معروف وهو معروف من (الاكيدر) أحد امراء قبيلة (كندة) الذي أسلم في صدر الإسلام.

اما عن تاريخ بنائه فتوجد روايتان: –

الرواية الأولى / انه يعود الى عصر ما قبل الإسلام و منهم المستشرق ماسنيون الذي قال بانه قصر السدير، حيث اكد المؤرخ البلادري في كتابة (فتوح البلدان) على وجود هذا القصر قبل الفتوحات الإسلامية و كان يسمى قصر الملك سابور و هذا دليل على ان القصر موجود قبل الإسلام. علما ان الفتح الإسلامي وصل الى هذا المكان في عام ١٥ هجرية بقيادة خالد ابن الوليد الذي فتح المنطقة بمعركة عين التمر الشهيرة.

اما الرواية الثانية/ فأرجعوه الى العهد الإسلامي واختلفوا في تحديد الفترة الزمنية التي يعود اليها القصر حيث يرى المهندي (كريزول) زمن تشيده الى احد امراء بني العباس عيسى بن موسى الذي كان واليا على الكوفة في عهد عمة المنصور و لكن عندما الت الخلافة الى المنصور تنازل عيسى عن الخلافة امام الضغوط فترك المدن وذهب ليسكن البادية حيث شيد قصر الاخيضر.

اما الباحثة (مس بيل) كانت اول من انتبهت الى وجود الجامع في القصر سنه ١٩٠٩م واعتقدت انه (دومة الحيرة) التي شيدت في زمن الامويين، والري الأخير والصواب هو الذي ذهب اليه كريزول.

وقبل دخولك هذا الصرح المهيب ترى سورا محصننا يحيط القصر على غرار القلاع الحربية و هو مستطيل قياسه ١٦٩م*١٧٥م و يحتوى على ٤ أبواب وضعت على الاتجاهات الأربعة و تسمى أبراج الركن يبلغ قطر كل منها ٥ م، بالإضافة الى ٤٤ برج محيط بالسور الخارجي.

و اختير الحصن لتمثيل مسلسل المتنبي السوري فيه ، من انتاج تلفزيون ابوظبي و مثل دور المتنبي الممثل السوري الكبير سلوم حداد و المتنبي عندما كان صغيرا الممثل العراقي غالب جواد.

شارك المقالة: