يتبوأ العراق مكانة دينية مرموقة بين الاقطار الاسلامية،

فهو مهبط الالهام والكرامات والمناقب على امتداد تاريخ الانبياء والأئمة والزهاد الصالحين. و في العراق مدن مقدسة عديدة تنفرد بموروث كريم مايزال هدفاً الزيارة المسلمين ورعايتهم واحترامهم، ومن هذه المدن مدينة النجف التي تشرفت بمرقد الامام علي بن ابي طالب (ع) رابع الخلفاء الراشدين، والنجف بروضتها الحيدرية في طليعة المدن التي يقدسها العالم الاسلامي بعد مكة المكرمة والمدينة المنورة وتضاهيها في هذا المضمار مدينة كربلاء بروضتيها الحسينية والعباسية. اما مدينة الكوفة فهي اول عاصمة عربية اسست في صدر الاسلام وقد صممها الصحابي العظيم سعد بن ابي وقاص (رض)، ومايزال مسجدها الكبير قائماً حتى اليوم. و في بغداد حاضرة العلوم الاسلامية انتشرت العتبات والمراقد والمزارات فهي تعتز بالحضرة القادرية التي تضم قبر الباز الاشهب عبد القادر الكيلاني (رض) ، وعند ضواحي بغداد تتلألأ الروضة الكاظمية بمرقدي الامامين موسى الكاظم ومحمد الجواد (ع) ، ومثلها الحضرة الاعظمية بمرقد الامام ابي حنيفة النعمان بن ثابت (رض) . و في مدينة سامراء تستهوى الروضة العسكرية أفئدة المسلمين لاحتضانها قبري الامامين علي الهادي والحسن العسكري (ع): كما اشتهر العراق بجوامعه ومساجده التاريخية التي كانت وماتزال مراكز للقيادة الروحية والاخلاقية، والى جانب الجوامع والمساجد يحفل العراق بعدد من المقامات والمزارات التي يقصدها المسلمون في مناسباتهم الدينية. وتنتشر في ارجاء العراق عشرات الكنائس والأديرة والمعابد والمزارات التاريخية والحديثة، حيث تمارس فيها جميع الطوائف الدينية طقوسها بحرية.