النجف – ايها الزائر العزيز – اسم له مكانة مقدسة في نفوس الكثير من المسلمين في ارجاء المعمورة. وتقول عنها كتب التاريخ انها مدينة سايرها وزاملها التاريخ واسهب في وصفها البلغاء، وكتب عنها كثير من اصحاب الحكمة والبيان كانت وماتزال جامعة للعلم والفقة والادب، فلا غرو أن تتبوأ مثل هذه المكانة وثراها المقدس يحتضن رفات ابن طالب عم رسول الله (ص) وزوج ابنته الامام علي بن ابي . (ع)
وما دمنا نتصفح بعض صفحات التاريخ المعبق بماضي هذه المدينة، لانظنك – زائرنا الكريم – تضن علينا بلحظات من وقتك الثمين لمطالعة لمحات سريعة من تاريخ النجف يروي المؤرخون ان داود بن علي العباس كان اول من اكتشف قبر الامام علي (ع) وذلك قبل عام ( ١٣٩ هـ ـ ٧٥٠م ) . كما ان الخليفة العباسي هارون الرشيد، الذي ازدهرت في عهده الحضارة العربية الاسلامية، كان اول من شخص واكد موقع المرقد الشريف للامام علي (ع) في حدود سنة ( ١٧٠ هـ ٧٨٦م) عندما كان في نزهة صيد في ارض النجف فتوقف عند الذكوات البيض، وهي عبارة عن ثلاثة مرتفعات يتوسطها واد حيث كان قبر الامام علي (ع) ، فامر ببناء قبة من الطين الاحمر عليه تقديراً لمكانته في نفوس كل مسلم.
وشهدت هذه البقعة المقدسة بعد ذلك وخلال تاريخها الطويل وقائع عمرانية جديرة بالفخر، كما توالت وتعاقبت اهتمامات الخلفاء والامراء والولاة بالروضة الحيدرية الطاهرة وبدرجات مختلفة، ولكنها لم تبلغ في اي عصر او عهد ما بلغته في عهد السيد الرئيس القائد صدام حسين (حفظه الله) مما اظهرها بالشكل الذي يليق بمكانة هذا المقام المقدس في نفوس المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها. وتتكون القبة الذهبية للروضة الحيدرية التي تتلالاً بمهابة من (۷۷۷۷) طابوقة من الذهب الخالص، اما المئذنتان الذهبيتان فيبلغ ارتفاع كل منها (٣٥) متراً وتحتوي كل منهما على ( ٤۰۰۰۰ طابوقة ذهبية. وقبل ان تحزم أمرك – ايها الزائر – بالتوجه الى مدينة النجف الاشرف ينبغي أن تعلم انها تبعد عن بغداد (١٦١) كم وعن مدينة الحلة (٦١) كم وعن الكوفة (١٠) كم.
المصدر: دليل السياحة الدينية في العراق